في ظاهرة ربما يندر وجودها في أي دولة في العالم,
تجاوز أكثر من700 شخص من سكان مدينه أوكيناوا اليابانية حاجز المائة
عام, ويعيشون بحالة صحية جيدة, وهو ما دفع فريق بحثي كندي لدراسة نمط
وطبيعة الحياة التي يعيشها هؤلاء المعمرون.
وعلي مدي عدة سنوات, تمكن الباحثون من رسم الهرم الغذائي الياباني لسكان
المدينة والذي يختلف بدرجة كبيرة عن الهرم الغذائي العالمي, ففي الوقت
الذي يقسم فيه العالم الهرم الغذائي الي خمس مستويات, ويضع القمح والحبوب
في قاعدة الهرم الغذائي, كدليل علي الأهمية قبل الفواكه والخضراوات, يأتي
الهرم الغذائي الياباني علي العكس من ذلك تماما ليعطي الأولوية للخضر
والفواكه, كما يستبعد كما كبيرا من الأطعمة والمشروبات المصنعة التي ظهرت
في العصر الحديث ويشملها الهرم الغذائي العالمي الحالي, مثل مشروبات
الصودا والمعجنات والكيك الغنية بالسكر والدقيق الأبيض, كما لا يضم الهرم
الغذائي المشروبات المنبهة مثل القهوة أو حتي المشروبات الروحية.
وبشكل عام فإن الهرم الغذائي الياباني يتدرج من القمة للقاعدة كالتالي:
1- أطعمة يجب تناولها بقدر ضئيل جدا, وتضم الزيوت والشوكولاته والبسكويت
والمكسرات والجبن وجميع الأطعمة التي تكثر بها نسبة الزيوت والدهن مقابل
الماء.
2- أطعمة يجب تناولها بكميات أقل, وهي الخبز الكامل واللحوم وباقي أنواع الأسماك.
3- أطعمة يمكن استهلاكها بشكل منتظم ولكن بتعقل, وتشمل الأرز الكامل والخضراوات الجافة والسمك الأبيض الخالي من الدهون, الزبادي
4- أطعمة يمكن استهلاكها بأي كمية وبدون حدود, وتندرج تحتها الخضراوات
والفواكه, فول الصويا والمشروم, وتشكل هذه المكونات ثلاثة إرباع وجبات
اليوم.
اللافت في الأمر, كما يوضح الباحثون أنه بقا لكمية ونوعية الطعام التي
يتناولها سكان أوكيناوا, فإن معدل السعرات المكتسب لايتعدي1800 سعر حراري
يوميا, في حين أن المعدلات العالمية تتراوح مابين2300 و2500 سعر حراري
يوميا, هذا الفارق والذي يعادل مابين500 أو700 سعر حراري أقل هو السبب في
العمر الأطول والحياة الأفضل, كما وجد أن هذا المعدل يقلل من احتمالية
وجود الشوارد الحرة في الجسم, وهي العوامل المحفزة للإصابة بالسرطان, كما
أن معظم مكونات الهرم الغذائي الياباني غنية بمضادات الأكسدة التي تمنح
الحيوية لخلايا الجسم, أضف الي ذلك أن الوجبات الجاهزة سريعة التحضير
مستبعدة تماما من النظام الغذائي الياباني, مما يؤكد أنها من الأنظمة
الغذائية الضارة بالصحة.